في الثالث من تموز 2024، اضطر داود يوحنا (72 عاما) وعائلته، إلى مغادرة قريتهم ميسكا في قضاء العمادية شمال شرقي دهوك، بعدما تحولت إلى ساحة معارك بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي، ما أسفر عن احتراق مزارعهم وتضرر منازلهم.
رغم إعلان عملية السلام في آذار 2024، وقرار حزب العمال الكردستاني بحل نفسه في أيار 2025، ما تزال العمليات العسكرية التركية مستمرة. منظمة فرق صناع السلام المجتمعي (CPT) وثقت زيادة بنسبة 78% في الهجمات خلال نيسان مقارنة بآذار، حيث نفذ 210 هجمات تركية على مواقع في إقليم كردستان، معظمها في دهوك.
المعارك تسببت في تهجير سكان تسع قرى جديدة، بينها ميسكا، فيما أعلنت القوات التركية المناطق المتوغلة فيها حتى 30 كلم داخل الإقليم مناطق أمنية محظورة على المدنيين.
وفق إحصائيات CPT، أسفر النزاع عن إخلاء 183 قرية، وتهديد 602 قرية أخرى، ومنع إعمار 405 قرى منذ 1991. كما تضررت 527 قرية في دهوك، و415 في أربيل، و233 في السليمانية، و15 في سنجار.
وسجلت المنظمة مقتل 353 مدنيا وجرح 368 آخرين نتيجة القصف التركي منذ عام 1991، فيما تشير بيانات مجموعة الأزمات الدولية إلى سقوط أكثر من 7000 ضحية بين مدنيين ومقاتلين منذ 2015.
رغم كل ذلك، لا يزال داود وعشرات العائلات يأملون بالعودة إلى قراهم، متسائلين: هل يبقى حلم العودة مستحيلا بعد أربعة عقود من العنف؟.
AB